الفنان محمد سبأ في أحدث لوحاته التشكيلية “أرض الجنتين” وابداع يعكس روح التراث
يمن المستقبل/
ظلت فكرة توثيق التراث الشعبي اليمني، من خلال الفن التشكيلي هاجس تدور حوله أغلب لوحاتي، وأستغرق مني ذلك أكثر من عشر سنوات، أعتقد أن الفكرة كانت تجربة مميزة ومُجهده في نفس الوقت، رسمت أكثر من خمسين لوحه، توثق الحياه اليومية المناظر الطبيعية، القرى والجبال ، المزارع والأسواق، ملامح الناس وأزيائهم، سنوات طويله من الشغف والحب لثقافتنا، هذه الثقافة والبيئة النادرة والمتميزة بمدرجاتها الساحرة، وعمارتها المتنوعة، عشقتُ زخارف المباني، الأزياء، الحُلي، وأعدت تشكيلها وبنائها في بعض اللوحات، او في أجزاء منها.



ظل شغلي الشاغل أن أسعى لتوثيق تراث وثقافة وحضارة اليمن، هذا البلد الغني بالفنون والتنوع الثقافي .
في الخمس السنوات الأخيرة في توثيق التراث من خلال الكتابة، مضى الكثير من الوقت والجهد في العمل، هناك أكثر من مشروع أسعى من خلاله لحفظ تراثنا، أنا مؤمن أنا كل ما نكتبُه أو نوثقه ليس مهمًا فقط لهذا الجيل الذي نعيشه ، بل للأجيال القادمة، أنا الكثير من مظاهر تُراثنا العريق تندثر، أيضًا الكثير من مظاهر الحياه تتغير بمرور السنوات، ستصبح هذه اللوحات أو الكتب، ذات قيمه كبيرة للأجيال القادمة، لأنها بمثابة استرجاع لزمن معجون بحضارة آلاف السنين، كنتُ وما زلتُ أعتقد أن جيلنا (مواليد نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين) جيل يربط بين آخر ما تبقى من الحياة التقليدية، المتوارثة من الحضارات القديمة، وبداية ظهور وتطور التكنولوجيا الحديثة، والاستغناء عن التقليدية، وهذه النقطة هي الأكثر تأثيرًا على الثقافة والتراث في أغلب بلدان العالم، فما قبل التكنولوجيا ليس كما بعده، وما قبل الذكاء الاصطناعي وهو الطفرة التي ستكون أكثر تأثيرًا، ليس كما قبل ظهوره، لذلك إن كل عمل توثيقي في عصرنا الحاضر، هو عمل مُتحفي يحفظ للأجيال القادمة، كنوز ثمينة قد لا يجدونها في عصرهم القادم.


كل كتاب أو لوحه أو عمل يدوي أو حرفه، هو جزء، من استمرار الحضارة القديمة، أما الحديث فسيكون مختلف جدًا، ربما ستحل التكنولوجيا محل الإنسان في كثير من الأشياء، وسيصبح الأنسان موجه فقط أو مُستهلك.
تجربة عشر سنوات كانت غنية بالتجارب المتميزة، عشر سنوات معجونه بخبرات أساتذة عظماء، زملاء وأصدقاء متميزون، تحققت بعض الأهداف والبعض مازال تحت العمل، هناك مشاريع وأفكار وأعمال بذلتُ فيها مجهود كبير، أنا مؤمن أنها ستكون مفيدة لبلدنا وأجيالنا القادمة، سوف تخرج للنور بتوفيق من الله وتعاون عشاق هذا البلد الذي يستحق العناء رغم كل المصاعب.
تحية محبة لكل الأصدقاء
مرفق مجموعة من لوحاتي التي رسمتها بين عام ٢٠١٧_ ٢٠٢٠م

آخر اللوحات (أرض الجنتين).
وجه جديد من أعمالي.
العنوان: أرض الجنتين
المقاس: ١٥٠ ×١٠٠
الخامة : زيت على قماش .
سنة الإنتاج: ٢٠٢٥م
لوحة جديدة من أعمالي.
العنوان: أرض الجنتين
المقاس: ١٥٠ ×١٠٠
الخامة : زيت على قماش .
سنة الإنتاج: ٢٠٢٥م
فكرة العمل:
الفكرة في اللوحة مستلهمة من قصة أرض الجنتين في اليمن القديم- وردت في القرآن الكريم- (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) سورة سبأ
تقول القصة- في حكاية قوم سبأ- أن الله أنعم الله عليهم بجنتين عن يمين وشمال بعد بناء سد مأرب، فكانت النساء يذهبن إلى البساتين ويمشين أو يجلسن تحت الأشجار، وهن يحملن الأطباق فتتساقط عليها الفواكه، وتمتلئ بالفواكه الطيبة من كل نوع- دون الحاجه لقطفها (حسب القصة) ولذلك يُركز موضوع اللوحة على( التجاهل للفاكهة) والإهمال وعدم الاهتمام ) من خلال عدم الامساك بالفواكه، وتركها تسقط وتحلق لوحدها، دون اهتمام من المرأة أو الرجل. بقطافها.
الأسلوب؛ تجريدي غير واقعي، يركز على الاحتفاء باللون والبهجة حتى يستمتع المشاهد بسرد القصة. من خلال مشاهدة اللوحة. مع حاله الحركة وعدم الاستقرار لخلق حركة تعبيريه عن القصة.
- منقول من صفحة الفنان في فيس بوك.